"شعرت أن لديّ شيئًا يجب أن يُقال" الكاتبة ماجي العقيلي تعبر عن نفسها في أسطر

من هي الكاتبة ماجي العقيلي ؟

فتاة اختارت أن تحوّل الألم إلى حبر، والدهشة إلى حكاية أكتب لأنني أؤمن أن لكل إنسان قصة تستحق أن تُروى، ولأن الكلمات كانت دومًا طريقتي في فهم هذا العالم .

متى بدأتِ الكتابة ؟ ولماذا أخذتِ تلك الخطوة؟

بدأت الكتابة حين شعرت أن لديّ شيئًا يجب أن يُقال ، ولم أجد وسيلة أصدق من الكلمات لم تكن خطوة مخططًا لها، بل كانت حاجة داخلية للتعبير، لترتيب أفكاري، ومشاركة مشاعري مع العالم من حولي .

لماذا إخترت مجال الكتابة الروائية والقصصية بالذات؟

اخترت الكتابة الروائية والقصصية لأنها تمنحني مساحة لأحكي، لأتخيل، ولأعبّر عن مشاعر وأفكار قد يصعب قولها بشكل مباشر. أحب أن أخلق عوالم وأشخاصًا يعيشون في ذاكرة القارئ، ويشبهوننا في ضعفنا وقوتنا.

ماهي أهدافك في الكتابة ؟ وماذا تنتظرين في المقابل؟

هدفي من الكتابة هو أن أُحرّك شيئًا داخل القارئ … أن أترك أثرًا، ولو بسيطًا، في قلبه أو فكره. أكتب لأفتح أبواب الأسئلة، لا لأقدّم إجابات جاهزة، وأطمح أن تكون كلماتي مأوى لمن يشعر بالوحدة، أو مرآة لمن يبحث عن نفسه. لا أنتظر في المقابل سوى أن تصل كتاباتي بصدق… أن يشعر القارئ أنني كتبت شيئًا يُشبهه، أو لامس جزءًا من روحه، وهذا بالنسبة لي يكفي وأكثر..

هل ستشاركِ في جوائز أدبية هذا العام ؟

لا اظن أنني وصلت بعد إلي مستوييجعلني أشارك في الجوائز الأدبية، لكنني أطمح بكل تأكيد أن تصل أعمالي للنجاح الحقيقي، نجاح يرتكز على جودة الكتابة وصدقها، لا على السرعة أو الظهور المؤقت. أحب أن أبني طريقي بشكل هادئ ومرتب، خطوة بخطوة، حتى أصل للنقطة التي أكون فيها مستعدة فعلاً لمثل هذه المشاركات..

ما هي الاحتياطات التي تتخذيها لضمان دقة المعلومات التي تقدميها؟

أحرص دائمًا على التأكد من المعلومات التي أقدّمها، خاصة إذا كانت دقيقة أو تمس واقع الآخرين. أراجع أكثر من مصدر، وإذا واجهت أمرًا معقدًا أستشير من يملك المعرفة. أؤمن أن دقة المعلومة جزء أساسي من احترام القارئ .

هل يمكنك ذِكر ثلاثة مفاهيم أو عناصر تطبقيها في كل قصة أو رواية؟

هناك ثلاثة عناصر أحرص على وجودها في كل قصة أو رواية أكتبها، وكلها مستوحاة بشكل أو بآخر من مشاهد رأيتها في أحلامي: أولًا، الغموض؛ لأن الحلم لا يكشف كل أوراقه، بل يتركك في حيرة محببة.

ثانيًا، الرمز؛ إذ كثيرًا ما تحمل الأحلام معاني خفية لا تُقال بشكل مباشر، وأنا أحب أن أترك خلف السطور ما يدعو للتأمل. وثالثًا، الشعور؛ فأي مشهد، مهما بدا بسيطًا، يجب أن يترك أثرًا عاطفيًا في النفس… تمامًا كما تفعل بنا الأحلام

هل هناك كًتاب مشهورين يُلهمونك؟ ولماذا يُلهمونك؟

بالطبع، هناك عدد من الكُتاب الذين أستلهم منهم الكثير، وعلى رأسهم الدكتور نبيل فاروق، الذي فتح أمامي أبواب الخيال العلمي والمغامرة منذ صغري، فقد كان لعوالمه وطريقته في بناء الشخصيات أثرٌ بالغ على إدراكي للسرد والتشويق.

ثم يأتي الدكتور أحمد خالد توفيق، الذي أعتبره بمثابة المعلم الأول، ليس فقط لأنه قدَّم لنا أدبًا شابًا قريبًا من همومنا وأحلامنا، بل لأنه كتب بلغة بسيطة وعميقة في آنٍ معًا، وجعل من القراءة طقسًا يوميًا لا يُملّ.

أما الكاتب أسامة المسلم، فقد أعاد للخيال العربي هيبته، بأسلوبه السلس وغموضه المشوق وبنائه العميق للعوالم الأسطورية. وقد حدث أن شَبّه بعض من قرأ لي أسلوبي بأسلوبه في السرد، لكن هيهات! لكل كاتب بصمته، وأنا ما زلت في طور التكوين، أتعلم من هؤلاء الكبار دون أن أُقلّد، وأسعى لأن يكون لي صوتي الخاص.

إذا كان بإمكانك تحسين كتاباتك، ماذا ستغيرين؟

إذا كان بإمكاني تحسين كتاباتي، فسأسعى أولًا إلى التركيز على الإيقاع الداخلي للنص، بحيث لا تكون الجمل قوية بمفردها فقط، بل منسجمة أيضًا في تدفقها العام. كذلك، أرغب في تطوير بناء الشخصيات بشكل يجعل القارئ يشعر بها وكأنها تنبض بالحياة، بكل تناقضاتها وانفعالاتها.

سأحرص أيضًا على تكثيف العاطفة دون مبالغة، لأنني أؤمن أن أقوى المشاعر هي تلك التي تُقال بهدوء، وتُترك لتختمر في القارئ.

وأخيرًا، ربما أعمل أكثر على تحرير المسودات بعيون أكثر صرامة، لأن الكتابة الأولى غالبًا ما تكون مشتعلة، ولكنها بحاجة إلى تقليم دقيق حتى تُزهِر على نحوٍ أجمل.

ما هي أسوء مواقف حدثت لك في الوسط الأدبي؟ وماذا تعلمتِ منها؟

في الحقيقة، لم أتعرض بعد لأي مواقف صعبة في الوسط الأدبي، فأنا لا زلت في بداياتي، أتعلم وأخطو خطواتي الأولى نحو هذا العالم الرحب

لكنني أُدرك أن الطريق ليس سهلًا، وأن التحديات جزء لا يتجزأ من التجربة. ولهذا أتهيأ نفسي دائمًا لتَقبُّل النقد، والتعلُّم من كل تجربة، سواء كانت مُلهمة أو مؤلمة

ما زلت في مرحلة التكوين، أُصغي، أقرأ، وأكتب، وأعلم أن ما ينتظرني قد يحمل الكثير، لكنني على استعداد لخوضه بثبات.

ما هي الصفات التي تجعل من الكاتب كاتبًا جيدًا؟

لست من يُقيِّم الآخرين، لكنني أؤمن أن هناك صفات معيّنة تميّز الكاتب الجيّد، سواء في بدايته أو بعد أن تُصقل تجربته

أولها الصدق في الكتابة، أن يكتب الكاتب من قلبه، لا ليُرضي الآخرين، بل ليقول شيئًا يؤمن به. وثانيها الفضول والشغف بالمعرفة، لأن الكاتب الذي لا يقرأ ولا يستكشف، يجف قلمه سريعًا

كذلك أرى أن المرونة وتقبّل النقد من الصفات المهمة، فالنص الجيد لا يُولد كاملًا، بل ينمو ويتحسن بالمراجعة والانفتاح على آراء الآخرين

وأخيرًا، لا غنى عن الإخلاص للفكرة، أن يكون الكاتب وفيًّا لما يريد أن يقوله، حتى لو كان الطريق معقدًا أو مُرهقًا. الكتابة الجيدة تُولد من الالتزام، لا من المصادفة.

في الأخير ما هو إنطباعك عن المجلة ؟ وما هي ملاحظاتك في ما يخص المحتوى؟

انطباعي عن المجلة إيجابي للغاية، فقد وجدت فيها مساحة تحتفي بالكلمة والإبداع وتمنح للكتّاب فرصة للتعبير عن رؤاهم وتجاربهم. المحتوى متنوع ويغطي مجالات فكرية وأدبية مختلفة، وهذا ما يجعلها جذابة لشريحة واسعة من القرّاء

أما بخصوص الملاحظات، فأعتقد أن المجلة تسير في اتجاه جيد، لكن ربما يكون من المفيد مستقبلاً تسليط الضوء بشكل أكبر على المواهب الجديدة والكتّاب الناشئين، فهُم بحاجة للدعم والمساحة التي تُمكّنهم من إيصال صوتهم أيضًا، قد تكون هناك فائدة من إضافة قسم تفاعلي يربط القرّاء بالكتّاب، مما يعزز الحوار ويُثري التجربة.

في النهاية بنشكر حضرتك جدًا علي اللقاء الممتع دا ونتمنى لحضرتك كل التوفيق.