بما ان التهديدات المناخية تهدد عالمنا اذاً بالتوعية والعلم والمعلومات نصبح اقوى على سكان المغرب ان يكونوا على دراية وعلم بالتهديدات المحيطة بهم خصوصاً من احتمال حدوث انفجار بركاني في جزر الكناري في المستقبل

ما هو التسونامي وكيف يحدث؟
التسونامي هو سلسلة من الأمواج العاتية الناتجة عن اضطرابات كبيرة في قاع المحيط، مثل الزلازل البحرية، أو الانفجارات البركانية، أو الانهيارات الأرضية تحت الماء
أو حتى سقوط نيزك عند حدوث هذه الاضطرابات، تُولد موجات طاقة ضخمة تنتقل عبر المياه، وقد يسبب انحسار المياه عن الشاطئ بشكل غير عادي إشارة مبكرة لحدوث تسونامي. هذه الظاهرة تكون أكثر شيوعًا في المحيطات المفتوحة مثل المحيط الهادئ، لكنها قد تحدث أيضًا في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي تحت ظروف معينة.
هل المغرب معرض للتسونامي؟
المغرب معرض لخطر التسونامي، ولكن الاحتمالية تعتمد على عدة عوامل جيولوجية وبيئية.
المغرب يقع على الحدود بين الصفيحة التكتونية الأفريقية والأوراسية، مما يجعله عرضة للزلازل، وهي أحد الأسباب الرئيسية للتسونامي تاريخيًا، شهد المغرب تسونامي في عام 1755 نتيجة زلزال لشبونة الشهير في البرتغال، والذي تسبب في أمواج مدّ مدمرة وصلت إلى السواحل المغربية
خاصة على المحيط الأطلسي.
تشير الدراسات إلى أن احتمالية حدوث تسونامي في المغرب ليست مرتفعة بشكل كبير في الوقت الحالي، لكنها ليست مستحيلة والخبراء يؤكدون أن التسونامي يتطلب زلزالًا قويًا تحت المحيط أو انهيارًا جبليًا كبيرًا، وهذه الظواهر نادرة نسبيًا في المنطقة ومع ذلك، يتم اتخاذ تدابير استباقية لتقليل المخاطر.
تسونامي المغرب عبر التاريخ
المغرب، بموقعه الساحلي على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، شهد أحداثًا تاريخية مرتبطة بالتسونامي، خاصة تلك الناتجة عن الزلازل البحرية. إليك نظرة شاملة على أبرز الحوادث المسجلة:
- زلزال لشبونة وتسونامي 1755
التاريخ: 1 نوفمبر 1755.
الموقع: الزلزال وقع قبالة ساحل البرتغال (منطقة لشبونة) بقوة تقدر بـ 8.5-9 درجات على مقياس ريختر.
التأثير على المغرب: أثار الزلزال موجات تسونامي ضخمة وصلت إلى السواحل المغربية على المحيط الأطلسي. أدت الموجات إلى غمر المناطق الساحلية وتدمير العديد من القرى والمدن.
المناطق المتضررة:
أكادير: تعرضت لدمار كبير، حيث بلغ ارتفاع الموجات حوالي 10-15 مترًا، مما أدى إلى مقتل مئات الأشخاص.
الصويرة: شهدت موجات مدمرة أغرقت الأسواق والبيوت القريبة من الشاطئ.
الجديدة والرباط: تأثرت المناطق المنخفضة بموجات قوية.
التداعيات: تسبب الحدث في خسائر بشرية ومادية كبيرة، ويُعتبر أحد أكثر التسونامي تأثيرًا في تاريخ المنطقة. - زلزال 1960 (أكادير)
التاريخ: 29 فبراير 1960.
الموقع: وقع زلزال بقوة 5.7 درجات على مقياس ريختر بالقرب من مدينة أكادير.
التأثير على التسونامي: على الرغم من أن الزلزال نفسه كان مدمرًا (أدى إلى مقتل حوالي 12,000-15,000 شخص)، إلا أنه تسبب في موجات صغيرة نسبيًا لم تكن بنفس شدتها مثل تسونامي 1755، لكنها أثرت على الساحل المحلي.
المناطق المتضررة: أكادير بشكل رئيسي، حيث زادت الأضرار بسبب قرب المدينة من البحر. - تسونامي محتمل في العصور الوسطى
لا توجد سجلات دقيقة، لكن بعض الدراسات الأثرية تشير إلى أن السواحل المغربية قد تكون تأثرت بتسونامي صغير مرتبط بزلازل في البحر الأبيض المتوسط خلال القرنين 12 و13. على سبيل المثال، هناك تقارير غير مؤكدة عن أضرار في مدن مثل طنجة وتطوان، لكنها تحتاج إلى المزيد من البحث. - أحداث نادرة أخرى
القرن 21: لم يسجل المغرب تسونامي كبيرًا منذ عام 1960، لكن هناك تحذيرات من احتمالية حدوث تسونامي مستقبلي بسبب نشاط تكتوني في المنطقة. على سبيل المثال، زلزال الأطلس المتوسط في 2023 (بقوة 6.8 درجات) لم يولد تسونامي، لكنه أثار مناقشات حول الاستعداد.
العوامل التاريخية والجيولوجية
المغرب يقع على الحدود بين الصفيحة الأفريقية والأوراسية، مما يجعله عرضة للزلازل التي قد تؤدي إلى تسونامي.
التسونامي الأكثر تأثيرًا كانت مرتبطة بزلازل بعيدة (مثل لشبونة 1755) أكثر من الزلازل المحلية.
مهم : دراسات حديثة تشير إلى أن انهياربركاني محتمل في جزرالكناري قد يهدد السواحل المغربية مستقبلًا.
المناطق المعرضة للخطر في المغرب
المناطق الساحلية في المغرب، سواء على المحيط الأطلسي أو البحر الأبيض المتوسط، هي الأكثر عرضة للتسونامي بسبب قربها من البحر. تشمل المناطق الخطرة ما يلي:
1-السواحل الأطلسية الجديدة: تُعتبر الجديدة من أكثر المدن المغربية عرضة للتسونامي بسبب موقعها على الساحل الأطلسي وتاريخها مع زلزال لشبونة 1755 وقد تم اختيارها كنموذج لمشروع توعية بإشراف اليونسكو لوضع لافتات إرشادية للإخلاء في حالة حدوث تسونامي.
2- الصويرة، الدارالبيضاء، أكادير، الرباط، وسلا: هذه المدن تقع على الشريط الساحلي الأطلسي، وهي معرضة للخطر في حال حدوث زلزال بحري قوي أو انهيار بركاني مثل انهيار محتمل لبركان “كومبري بييخا” في جزرالكناري.
3- سيدي قاسم و الغرب: تشير بعض الخرائط إلى أن المناطق المنخفضة التي يقل ارتفاعها عن 100 متر فوق سطح البحر قد تتأثر بموجات التسونامي.
4- سواحل البحر الأبيض المتوسط:
طنجة ،تطوان ،والحسيمة هذه المناطق قد تتأثر بتسونامي ناتج عن زلازل في منطقة بحرالبوران (بين شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال إفريقيا) ومع ذلك، فإن سلسلة جبال الريف توفر حماية نسبية لهذه المناطق بسبب ارتفاعها.
مناطق منخفضة الارتفاع: المناطق الساحلية التي يقل ارتفاعها عن 100 متر فوق سطح البحر هي الأكثر عرضة للغمر في حالة حدوث تسونامي، خاصة إذا كانت قريبة من الموانئ أو الواجهات البحرية المنخفضة.
مخاطر محتملة مستقبلية
1-زلزال بحري في المحيط الأطلسي: زلزال قوي (بقوة 8.0 أو أكثر) في منطقة صدع جزرالأزور وجبل طارق قد يتسبب في تسونامي يصل إلى السواحل المغربية
2-انهيار بركاني في #جزر_الكناري: توقع عالمان (ستيفن وورد وسايمون ديل) أن انهيار جزء من بركان “كومبري بييخا” في جزيرة لابالما قد يولد موجات تسونامي تصل إلى سواحل المغرب.
3-تغير المناخ: ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجة الاحتباس الحراري قد يزيد من شدة التسونامي في المستقبل.
إجراءات وقائية في المغرب
1-مشروع “كوست ويف”: بالتعاون مع اليونسكو، يهدف إلى تجهيز المدن الساحلية (مثل #الجديدة) بأنظمة إنذار مبكر وخطط إخلاء.
2-تجهيزات تقنية: تم تجهيز ميناء الجرف الأصفر بجهاز لقياس مستوى البحر، مع خطط لتوسيع هذه الأجهزة إلى سواحل أخرى.
3-توعية المواطنين: وضع لافتات إرشادية في المناطق المعرضة للخطر لتوجيه السكان إلى مسارات الإخلاء في حالة وقوع تسونامي.
توصيات للسكان
1-التوعية: تعلم علامات التسونامي، مثل انحسار المياه المفاجئ أو هزات أرضية قرب الساحل.
2-الاستعداد: اتباع تعليمات السلطات المحلية ومعرفة مسارات الإخلاء.
3-تجنب الشائعات: التحقق من المعلومات من مصادر رسمية مثل المعهد الوطني للجيوفيزياء أو وسائل الإعلام الموثوقة.
الخلاصة
تاريخ المغرب مع التسونامي محدود نسبيًا مقارنة بالمناطق الأخرى مثل المحيط الهادئ، لكن الأحداث مثل تسونامي 1755 تظل علامة بارزة. المناطق الأكثر عرضة تاريخيًا تشمل أكادير، الصويرة، والجديدة. اليوم، تعمل السلطات على تحسين أنظمة الإنذار المبكر للتعامل مع أي تهديد مستقبلي. ومع ذلك، فإن المناطق الساحلية الأطلسية (الجديدة، الدار البيضاء، أكادير، الرباط) والمتوسطية (طنجة، الحسيمة) تُعتبر الأكثر عرضة للخطر في حال وقوع زلزال بحري قوي أو انهيار بركاني والإجراءات الاستباقية، مثل مشاريع التوعية والإنذار المبكر، تُظهر التزام المغرب بالتأهب لهذه الكوارث الطبيعية ويُنصح المواطنون بالبقاء على اطلاع بالتطورات من مصادر موثوقة وتجنب الذعر الناتج عن الإشاعات.
- سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(4)
- خاطرة :صورة وذكري
- سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(3)
- قصيدة : النسيان
- قصة : عقار الحياة
About The Author
About Me
كاتب وباحث في تاريخ الأمم ولديه عدة مؤلفات منشورة ورقيا والكترونيا