ظهر ف الآونة الأخيرة وباء قاتل يسمي “كورونا” ولا يوجد له علاج ف العالم واصيبت جميع مدن العالم الكبري بالهلع
فهناك روما التي أصبحت مدينة أشباح، طرقاتها تخلو من البشر ، وتلك باريس المدينة الساهره التي لا تنام
فاصبحت المقاهي فارغة والشوارع يسير بها الهواء ويرتع دون هواده..
الدكتور ادهم عبد الحي احد الباحثين في مجال الجينات الوراثيه اصيب أثناء زيارته الأخيرة الي الصين في اجازه نصف العام..
حيث ذهب الي مدينة ووهان معقل الوباء في رحلة صيد مع اخيه الصغير مصطفي وابنه محمود الذي يبلغ من العمر ١٧ عام

_ادهم!! مصطفي ،كيف حالك يا اخي الصغير مضي وقت طويل لم تأتي فيه الي مصر!
_انت تعلم يا اخي طبيعة عملي، وطبيعة الحياة في الصين العمل مقدس مثل العبادات في كل مكان
نظر نحو محمود بحنان ثم احتضنه بقوه و قال بلهفة
_وكيف حال ابن اخي؟ يا الهي !! لقد كبرت كثيراً منذ اخر مره رأيتك فيها اشتقت اليك كثيراً يا عمي
قالها محمود وهو يمسك بقميص عمه من الخلف بقوه، نظر لهم ادهم بحنان ثم قال
_هيا بنا لنصطاد، مضي وقت طويل لم التقط فيه بعض الطيور، اتذكر يا مصطفي اخر مره ذهبنا فيها مع ابيك الي الصيد في الفيوم؟
_اجل.. يا الهي كم افتقد هذا الشعور كثيراً ، لطالما أردت ان اسافر الي مصر لاسترجع هذه الذكريات مجدداً
نظر إليه ادهم بإشفاق والتقط بندقيتة ثم اخذ يربت علي كتفه ليطمئنه
_هل علمت ماذا يجري في مدينة ووهان هذه الايام يا ادهم؟ ماذا هناك يا اخي؟؟
نظر إليه ادهم بتعجب ثم قطّْب حاجبيه ، بينما باغتهم محمود
_هذا بفعل بشاعة اكلاتهم يا عمي ، ينقصهم فقط اكل لحوم البشر
_انت محق يا محمود ، انهم لا يأبهون لشئ سوي بطونهم ولا يعطون الاجراءات الصحيه اي اعتبار.
نظر اليهم ادهم بتعجب ثم تابع مصطفي حديثة
_اتذكر تلك الفترة عندما اجتاح فايروس الكوليرا مصر ف الحقبه السابقة وقتل الكثير من البشر في العالم وكاد ان يقضي علي سكان العالم بالكامل؟

_نعم .. اتذكر ذلك جيداً كان ابيك لا يمل من سرد احداث تلك القصه المؤلمة لأسرة “عبدالباقي” الذي اصيب جميع أولاده الخمسة بهذا الفايروس اللعين
وقضي عليهم بالكامل في طرفة عين.. ولكن ما دخل ذلك بالصين؟ .. هل ظهر ذلك المرض مجددًا؟
نظر له مصطفي باسي ونكس رأسه ثم قال
_اجل ولكن هذا جيل جديد من الفايروس يا اخي… يدعى “كورونا”
_حقاً؟! لقد ظهر هذا المرض منذ عدة اعوام وكاد يجتاح العالم ولكن العناية الإلهية انقذتنا من تلك المأساه
نظر مصطفي إليه بحزن ثم قال
_اتذكر “كيكانا” صديقتي التي أخبرتك عنها اني ساتقدم لخطبتها؟
_نعم!! اين هي الان؟ انتظر مقابلتها بفارغ الصبر!
رفع بصرة نحو ادهم وامتلئت عيناه بالدموع ثم قال
_وضعت في حجر صحي يا اخي وماتت هذا الصباح قبل ان اتي اليك
نزلت كلمات مصطفى كالصواعق علي اسماع ادهم وتثلجت أوصاله، نظر الي أخيه بحسره ثم ربت علي كتفه بحنان وقال
_هيا بنا الي البيت الان يا اخي ونذهب غدا للصيد، يبدو عليك الارهاق حقاً.
انطلقوا جميعاً الي المنزل وفي الطريق وجدوا زحام شديد واصوات عالية وبعض الاشخاص ينطلقون مسرعين بين السيارات واصوات صراخ
نزل ادهم ومصطفي ثم اشار الأول لمحمود ان يبقي بالسياره لحين عودتهم، اقترب الاخوين بحذر نحو التجمعات فوجدوا ثلاث شباب بينهم فتاه والأمن الصحي يكبلون ايديهم
وهم يحاولون الفرار منهم، تحدث مصطفي مع احد رجال الامن ليستفسر عن الأمر .. وفجأه استطاعت الفتاه الهروب من بين ايديهم واختبأت خلف ادهم
بينما ساد الفزع المكان كل المتواجدين يصيحون ويجرون في كل مكان والفتاه تتحدث بالصينيه وتبكي ويبدوا عليها انها تترجي ادهم ان لا يدعهم يمسكون بها ، قالت باللغة الصينية
_ سيدي أرجوك لا تتركهم يمسكون بي ، انهم يقولون اني مصابه بالكورونا ، انا فقط اعاني من بعض الأنفلونزا الموسمية ، أرجوك احميني منهم
حاول ادهم التخلص من قبضتها ورجال الامن يهرعون اليها ليقيدوها وهي تسعل بقوه اثناء تشبثها بقميص ادهم.
نظر نحوها بأسي ثم اخرج منديله وبدأ ينظف آثار سعالها ، اسرع مصطفي نحو اخيه ليطمأن عليه
_ادهم!! هل انت بخير؟ تحدث الي!
_لا تقلق يا اخي انا فقط انظف تلك الفوضي علي قميصي.. هيا بنا نذهب الي البيت لنغير ملابسنا ثم نذهب للصيد
انطلق الأخوين الي البيت وبدلا ملابسهم ثم ذهبا للصيد واثناء تلك الرحله لم يفكر ادهم باي شئ عن تلك الحادثة في ذلك اليوم.

انقضت الاجازة وعاد ادهم وابنه الي مصر، بعد مرور أسبوعين شعر ادهم بصداع شديد وسعال متتابع وصعوبه في التنفس
دخل معمله وبدأ في الفحوصات الحيوية فوجد جسم غريب داخل دمائه، اخذ يقارنه ببعض اشكال الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي ولم يتعرف عليه
امسك هاتفه واتصل بأحد اصدقائه يستفهم عن بعض الاشياء بخصوص المرض دون الافصاح عن ما به
اغلق الهاتف والصدمة تسيطر عليه وتجمد في مكانه دون حراك ..
بحث في هاتفه ملياً ثم اتصل بأخيه مصطفي يساله عن اخباره وان يذهب الي مركز ابحاث في المدينه ويتاكد من شئ ما..
اغلق الهاتف وانتظر اتصال اخر من أخيه ، وبينما كان ينتظر أخذ يتعامل مع هذا الجسم بكل الطرق ليبحث عن علاج ويدون ملاحظاته ويستخدم جميع خبراته التي اكتسبها طوال فترة عمله ودراسته
رن هاتفه بصوته المعتاد ، قطع صمت معمله الموحش ليجد ان المتصل مصطفى ، أجابه بحذر ثم اخذ ينظر للفراغ بانكسار ثم انهي المكالمة والقي الهاتف علي مكتبه دون اكتراث ووضع يديه فوق رأسه
مرت عدة دقائق عليه وهو غير مصدق ما اخبره به مصطفي وتمني انه لم يتصل ابدا ولكنه تدارك الامر وذهب الي البيت في حزن..
اذا عُدنا مجددًا الي المعمل ونظرنا الي الميكرسكوب الذي تُركت فيه قطرة الدماء الذي وضعها ادهم قبل ان يغادر… نجد ان الجسم الغريب بدأ يتكاثر بسرعة رهيبه واصبحت قطرة الدماء لونها اصبح اروجاني
وهذا يعود للون الجسم الذي بدأ ينتشر دون هواده وتقاومه بعض الاجسام البيضاء دون اي تاثير بل يلتهمها ذلك الجسم الارجواني ويزيد حجمه بصورة مرعبه ..
نعود مره اخري لادهم الذي دخل بيته والقي جسده المنهك علي السرير بجوار زوجته.. استيقظ في الصباح وجسده يؤلمة بشده ، يكاد يشعر بتحطيم عظامة ، نظرت اليه زوجته بخوف واقتربت منه واخذت بيديه حتي يتمكن من النهوض وهو يسعل دون توقف ، نظرت اليه بقلق وقالت
_ما بك يا حبيبي ؟ هل انت بخير ؟
_نعم يا عزيزتي انا بخير لا تقلقي.
جلس علي منضدة الطعام واخذ ياكل دون ان يرفع عنينيه ليواجه زوجته التي تنظر نحوه بحزن وقلق علي سعاله المتواصل
انتهي من طعامه ثم حاول النهوض حتي يذهب الي معمله فلم تحمله قدماه ثم سقط علي الارض مغشيا عليه
هرعت اليه زوجته مسرعه وهي تمسك برسغه تقيس نبضات قلبة المتسارعه ثم ذهبت الي خزانة العقاقير الطبيه المعلقة بجوار مدخل باب شقتهم وبحثت ملياً ثم اخرجت منه بعض البودره ووضعتها علي أنفه
ثم اغلقت فمه فاهتز جسده بشده ثم اخرج عطسة قويه جعلت جسده ينتفض ويرتفع من فوق الارض ويرتطم بها بشده
نظر حوله بريبه حين استعاد وعيه ثم علق عيناه علي وجه زوجته التي اصيبت بخوف شديد مما حدث وكان سؤاله اليها
_ماذا حدث ؟ ولماذا انتي خائفة هكذا ؟
اخبرته ما حدث منذ قليل فامسك بيدها بقوه وسألها
_ماذا وضعتي في انفي ؟
_لا شئ .. انه فقط النشادر المخلوط ببعض المركبات المستخلصه من نبات النعناع.
_هل انتي جادة ؟
سالها بحزم ، فردت عليه بتوجس
_نعم، وها هي العبوة التي استخدمتها ، كنت قد احضرتها اثناء سفرك الي الصين بسبب ضيق تنفس قد اصابني
اخذ منها العبوه واسرع نحو معمله وهو مندهش من الم جسده الذي اختفى فجأة ، القي حقيبته وجلس بالقرب من الميكرسكوب ونظر نحو قطرة الدماء التي تخثرت واصبحت ارجوانيه بالكامل
امسك محقنه ،اخذ قطره اخري من دمه الذي بدى وكانه مائل الى السواد ، فهاله ما رآه في عدسة الميكرسكوب
اخذ القليل من البودر من العبوه ووضعهم في انبوب اختبار ووضع عليه ماده زرقاء ثم اخذ يقطر عليه القليل من ماده خضراء مشعه
وهو يقلبهم في حركات دائريه سريعه ثم امسك محقنه وسحب القليل من السائل الذي نتج عن التقليب ووضع قطرة فوق قطرة الدماء ..
اذا نظرنا عن كثب داخل العدسه نجد السائل الاخضر الذي وضعه ادهم فوق قطرة الدماء يقترب من الجسم الغريب ثم يقترب منه الجسم الارجواني ويأكله دقائق قليله والجسم الارجواني يتشقق بالكامل ويخرج ماده سوداء من داخله ثم يذوب داخل السائل الاخضر
مرت عدة دقائق والماده الخضراء تهاجم الاجسام الارجوانيه حتي قضت عليهم تماماً وعادت قطرة الدماء حمراء مره اخرى
كبَّر ادهم وأخذ يقفز من الفرحه وبدأ في تحضير كمية اكبر من تلك الماده ، بعد ان انتهى اخذ محقنه وملؤه ودفعه في ذراعه بحذر
ثم انتظر عدة دقائق واخذ عدة قطرات من الدم من مناطق مختلفة من جسده وينظر اليها في الميكرسكوب
فيجد ان الجسم الغريب قد اختفى ، ذهب الي الجهات المختصه وعرض عليهم الامر وبالفعل هو الان يصنع كميات كبيره في مصانع ضخمة شيدتها بلاده
ويبيع كميات كبيرة الي دول العالم وانتهي الوباء نهائياً بعد ان حصد الكثير من الأرواح.
- سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(4)
- خاطرة :صورة وذكري
- سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(3)
- قصيدة : النسيان
- قصة : عقار الحياة
About The Author
About Me
مجلة إخبارية وثقافية تحتوي على كل ما يهمك تايعنا لحظة بلحظة ليصلك كل جديد