زي ما بقول دايما الموضوع نسبي بحت، له علاقة بأمور تربوية واجتماعية ونفسية بالتأكيد.

طيب مبدأيًا كده احنا بنتولد بغريزة حب التملك اصلًا وهتلاقوا ده واضح في الأطفال
بمجرد ما يقدر يعبر نقول ٣ سنين مثلًا، يمسك اي لعبة يقولك “بتاعتي”
وده يودينا أن ظهور اي مرض نفسي بيكون له بوادر في الطفولة
يعني الطفل لو اتلبى له كل رغباته وامتلك كل اللي عايزه الموضوع هيتطور وهيرفض بغضب أنه ميكنش عنده حاجه معينة
وممكن يتعدى على حاجات الأخرين ويشوف انه من حقه، تقويم الأهل مهم، لا الدلع الكتير ولا الحرمان
الاعتدال في تربية الطفل هيخليه سوي نفسيًا في نقطة امتلاك الحاجات.
لو تم كبح زمام رغباتنا مش هنوصل لحد المرض النفسي بحب التملك اللي ليه خطوة تانية بتوصل ل”هوس“.
ليه بقى لأن امتلاك كل حاجة مستحيل، فيه ناس عندها ملايين وكل حاجة حرفيًا
وبينتحروا وده بسبب حب الامتلاك، هيفضل دايما يدور على الحاجة اللي مش عنده ويقعد يزعل عليها ويحاول يمتلكها بأي شكل.
فيه أشكال كتير لهوس التملك، منها في علاقة الإرتباط، منها هو الاهل اللي بيكون عندهم انانية مفرطه لما يكونوا عايزين أولادهم في خدمتهم فقط
دون الإعتبار أن ليهم حياة خاصة المفروض يكونوها، اي شخص في حياتنا سواء من المقربين او مدير مدرس، ممكن يبقى عنده النزعة دي، بس هل هي للحد المؤذي ولا بتتلحق بالعلاج النفسي وعوامل أخرى.
خلينا نتكلم عن نوع محدد دلوقتي من الهوس المؤذي، بيكون الشخص ده عدى مرحلة حب التملك، واكيد فيه عوامل نفسية وتربوية وصلته لكده
بس احنا وصلنا لحد هوس الامتلاك المرضي المؤذي اللي عدى كل الحدود.
هوس الراجل بالمرأة هو الشائع اكتر
خلينا نطلق عليه “المريض”
“المريض” بيشوف المرآة “شيء” مش بيشوفها كائن حي ولا واحدة ست لا مجرد شيء محتاج منها حاجة
لكن عشان هو مريض دماغه بتصور له بطريقة ما أنه يقدر ياخدها ويحبسها، بيتعامل بعقلية” بتاعتي”
بيخبي الحاجة بتاعته وبيعمل فيها اللي عايزه في عالم خالقه في دماغه، بغض النظر عن هي حاسة بأية وراضية ولا لا
ده كمان بيكون شايف أنها المفروض تكون شاكرة ليه أنه معاها وبيجبلها اكل وشرب كتر خيره.
وفيه حوادث حصلت بالفعل من خطف بنات وحبسهم فترات تمتد لسنين
زي قصة بنت نمساوية اسمها “ناتاشا كامبوش” اتخطفت وهي ١٠ سنين سنة ١٩٩٨ وفضلت محبوسة عند اللي خطفها ٨ سنين لحد ما قدرت تهرب منه وهو انتحر لما هي هربت.
القصة دي اتعمل عليها فيلم ألماني اسمه ٣٠٩٦ يوم
وفيه قضية لواحد اسمه أرييل كاسترو، كان ليه مشوار طويل في الخطف والاغـتصـاب،
بس كانت نهايته لما خطف ٣ بنات (ميشيل وأماندا وجورجينا)، وقعدوا عنده حوالي ١٠او ١١ سنة تقريبًا وكان مخلف من واحده فيهم كمان
القضية دي بشعة بكل تفاصيلها حقيقي محتاجة مقال لوحده، لحد ما قدروا يهربوا منه واتحبس، اعترف بعدد غريب جدا من الاتهامات وهو ٩٣٧ جريمة ما بين اغت.ص.اب وخطف وهكذا
واخد حكم غير قابل لأطلاق السراح المشروط وانتحر جوه السجن بعد مدة.
وزي ما قلت فوق ان اي حد ممكن يبقى عنده النزعة دي، فقصة اليزيبت مع والدها جوزف فريتزل سنة ٢٠٠٨ كانت بالنسبالي اشد قسوة من كل اللي قريته لانه “والدها”
لما وصلت لسن ١٨ قررت تسيب البيت وتنفصل عنهم كمراهقة وعندها حلم التحرر من القيود العائلية في السهر والخروج وكده، بس والدها خطط وعمل تصميم للقبو بتاع بيتهم
عشان يبقى معزول وفيه اوض وحمام ومطبخ،
وقرر أنه يحبسها في القبو(البدروم) لمدة ٢٤ سنة
ايوة انت قريت صح ٢٤ سنة حابسها في القبو وبيدخلها الأكل والشرب خلسة بليل لما البيت ينام
طبعا وقتها الام قدمت بلاغ، بس الاب كان عامل حسابه وخلى بنته تكتب جواب تقول فيه انها هربت عشان الشرطة تبطل تدور عليها.
وكان بيعاملها معاملة الأزواج وخلف منها ٧ أبناء، وكل فترة لما كانت بتخلف كان بياخد الطفل يحطه على عتبة الباب بتاع بيتهم
كأنها هي هربت اصلا وخلفت وسايبة رسالة أنها مش هتقدر تربي الطفل، وكان الجد( اللي هو اصلا الاب) والجدة بيربوهم.
والباقيين معاهاوفيهم اللي مات طبعا لانها بتولد لوحدها مفيش رعاية طبية
لحد ما في يوم البنت الكبيرة تعبت جدا وكان لازم مستشفي وهناك تم فضحه لما طلبوا سجل طبي للبنت اللي هو اساسي عندهم لأي حد وطلبوا وجود الام
وقرر أنه يطلعهم من القبو ويقول انها رجعت ببساطة، ومكنش حد شاكك فيه
بس طبعا مع ابسط تحقيق مع الأم طلبت فيه عدم تعرض الاب ليها وظهرت كل الحقيقة، واخد حكم سجن مدى الحياة بتهم كتير.
القصة دي اتعمل عليها فيلم
Girl in the Basement
وفيه حوادث تانية شبه دول بس خوفًا على نفسيتكم كفاية كده، او ممكن ننزلهم في يوم تاني جرعة نكد ومرض نفسي تانية
ومنصحش تشوفو الأفلام دي عشان بتجيب اكتئاب في النهاية بحس ان بعض الأمراض النفسية اللي بتؤدي للحوادث زي اللي حصلت فوق دي انها من فعل الشيطان، اصل ازاي كل السنين دي محسش بلحظة ندم ؟!
المهم يا اصدقائي ان المرض النفسي بكل الأحوال لو تم تداركه وعلاجه بدري مش هنوصل لمرحلة خطر، اتمنى يبقى فيه توعية نفسية اكتر من كون الناس بتحس انه مريض نفسي يعني مجنون اصلا.
- سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(4)
- خاطرة :صورة وذكري
- سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(3)
- قصيدة : النسيان
- قصة : عقار الحياة