مقبرة الأمل الأسود

المكان هو مدينة هيوستن بولاية تكساس، الزمن هو ثمانينيات القرن الخالي.

كانت تلك المدينة تشهد تطوراً سريعا و تشيد عمراني واسع، حيث شهدت تدفق كبير للمواطنين الجدد،

حيث شهدت المدينة تقسيمات سكنية في المناطق النائية في محاولة لتأهيلها بالسكان،

واحد من تلك التقسيمات كان يدعي تقسيمة نيوبورت، كانت تقسيمة ساحرة تعج بالمساكن البديعة والمروج المشذبة لقد كانت نموذجاً للحلم الأمريكي بحق،

لكن دائما لا تكتمل جودة الصورة هناك دائماً ما يشوبها و في صورتنا هناك العديد من الشوائب لكنها لم تكتشف بعد

في مكان آخر من العالم كان يجلس سام هيني و زوجته جوديت يقرأ الصحيفة اليومية وهو يحتسي قهوته كالمعتاد ليرى إعلان في الجريدة بخصوص منازل معروضة للبيع في حي نيوبورت بولاية تكساس

وكان المنزل ذو مواصفات راقت لسام وسعر مناسب ولذلك قررا أن يشدا الرحال إلي ذلك المنزل وأن يكون المنزل لهما فقد كان بمثابة منزل الأحلام لهما

و بالفعل في عام 1983 وقع سام عقد الشراء و انتقل للعيش في ذلك المنزل، لقد كانت سعاتهما تفوق الوصف إنه منزل الأحلام أخيراً، وقرر سام أن يجري بعض التعديلات علي منزله الجديد

ورأي أن يضيف حمام سباحة في الحديقة الخلفية، و بالفعل بدأ العمل فقد وصلت معدات الحفر وحضر متعهد البناء للمعاينة وفي اليوم ذاته وجد سام رجل عجوز أشيب ذو ملامح أفريقية غامضة يقف أمام المنزل

وهو يتفحصه حد توجه إلى سام وأخبره أنه سمع من أحدهم أنه -أي سام- ينوي بناء حوض سباحة في الفناء فرد عليه سام أنه فعلا ينوي فعل ذلك فالمنزل ملكه يفعل به ما يشاء، رد عليه العجوز وهو يشير إلي قطعة من الأرض

إن تلك المنطقة كانت مقبرة و ليس منزله فقط بل تلك التقسيمة كلها كانت مقبرة تدعى”الامل الأسود” وأن شركة البناء قامت بردمها و بناء تلك المساكن عليها لتكون المقبرة طي النسيان كما حذره من عقوبة العبث بالموتي فهو كان يعمل كقبٌار في تلك المقبرة

عندما كان شاباً، استهان سام بكلام ذلك العجوز بل وجاء بمجرفة وبدء بالحفر في المنطقة التي أشار إليها تحديداً حتي اصطدمت المجرفة بصندوق خشبي ليكتشف سام أن بفناء منزله صندوقين من الخشب بهما رفات بشرية وكان بأحد الصندوقين خاتم زواج

قام سام بإخطار السلطات لتتولي عمليات الحفر والكشف حتي تبين أن تلك الرفات تعود لأثنين من العبيد هما بيتي وتشارلز توماس، صدم الزوجين و قررا إعادة دفن الجثتين فيكفي ما سبباه من تدنيس للقبور دون قصد، لكن كما يبدو أن أرواح بيتي و توماس لم تقبل ذلك .

فبعد فترة وجيزة لاحظت جوديت عدة مرات أن ساعة الحائط كانت تضئ باللون لأزرق وتصنع شرارات غريبة الغريب أن تلك الساعة كانت توقفة عن العمل وليس بها مصدر للطاقة

لم يتوقف الوضع عند ذلك بل كانت دائمة الشعور بأنها مراقبة، سمعت مرات عدة أصوات همهة والباب يغلق ويفتح حتي عندما تكون لوحدها بالمنزل حتي جاء يوم معين ذهبت جوديث للحصول على حذائها الأحمر الباهظ من الخزانة ، لكنها وجدت أنها اختفت.

بحث الزوجان في كل مكان عنهم ، ولكن انتهى بهم الحال إلى العثور عليهم في المكان الأخير الذي توقعوه ، وتطفو على القبور التي تم حفرها. بشكل مخيف وقد اكتشف سام أن ذلك اليوم يصادم يوم مولد بيتي فكأن تشارلي يهدي بيتي هدية عيد مولدها –كم هو لطيف وحنون-

لم يتوقف الأمر عند سام و جوديت فقط فعلي بعد عدة بنايات كان منزل بن وجان ويليامز، بدأت جين تلاحظ موت الزهور التي تزرعها باستمرار-فقد كانت مولعة بالزراعة والزهور- ولاحظت ظهور حفرتين علي شكل مستطيل

مهما قام بن بردمها وقد تكرر الوضع عدة مرات، شعرت جين بأن تلك الحديقة تحوي سراً غامضاً خاصة أن الشجرة العملاقة التي في الحديقة عليها نقش لما يشبه السهم ويشير بأتجاه الحفرتين كما كانت تجد دائماً حولها- أي الشجرة- ريش وعظام الطيور

لتكتشف فيما بعد أن الطيور تأكل صغارها وهو الأمر الغريب والدخيل على عالم الطيور، الوضع وصل حد المأساة فالظلال تنتشر في الحديقة والروائح الكريهة تنبعث بأستمرار

حتى إنه في مرة شاهد بن شبحين  يسيران بأتجاه غرفة نومهما حيث كانت جين نائمة ليدخل خلفهما ويجد الشبحين يقفان عند رأس زوجته ليتملكه الرعب علي زوجته فيجرها من علي السرير ليبعدها عنهما، حتى إن حفيدتهما كارلي التي كانت تقضي أجازتها الدراسية في بيت جديها كانت تتحدث بأستمرار عن البرودة الشديدة

فاض الكيل بالعائلة خاصة بعدما علمت بأمر مقبر الأمل الأسود فقررت أن ترفع دعوة قضائية علي شركة الإسكان بدعوى أنهم لم يخبروهم بأمر المقبرة تلك لكن قيل لهم إن عليهم إثبات وجود جثث مدفونة على ممتلكاتهم

من أجل الاتهامات فذهب بن وزوجته وابنتهما تينا إلى البحث حول شجرة البلوط القديمة المخيفة ، مقتنعين بأنهم سيجدون جثة هناك

لكن سرعان ما أصاب جين الإعياء والتعب فقامت أبنتها تينا بإكمال الحفر وبعد نص ساعة تعرضت تينا لأزمة قلبية نُقلت علي إثرها إلي المشفي لتتوفي بعد يومين، تينا بنت 29 عاماً توفيت على إثر أزمة قلبية مفاجأة إنه قمة الرعب و الفاجعة .

بعدها أنتقلت عائلة ويليامز إلي منزل آخر وقلبهم عامر بالحزن والأسي، وقامت العائلة بتأليف كتاب باسم  grave secrets تم تحويله فيما بعد إلي فيلم.

لم يقتصر الوضع علي تلك العائلتين فقط فقد زعمت إحدى سكان منزل وليامز السابق أنها سمعت صوتًا خارج نافذتها ، ولكن عندما ذهبت لرؤية ما لم يكن هناك شيء. كما أبلغ المنزل الذي يقع على بعد بضعة أبواب عن حدوث اضطرابات كهربائية غريبة

وادعى أحد الجيران أن الأبواب تغلق بطريقة غامضة حتى مع عدم وجود جر أو ريح ، بالإضافة إلى إحساس اليد على الكتف. كما قالت والدة مالك المنزل ، وهو جان كلارك ، أن حفيدتها اشتكت من رؤية “الرجل البني” في غرفتها.

كما أشتكت إحدي السيدات و تدعي لونا أن نعل زوجها كان يطير في الهواء وأنها عثرت على كلبها يحلق في الهواء وبعد كم البلاغات تلك قامت شركة البناء بنبش تلك القبور ليتم نقل الرفات إلي مكان آخر بمباركة من القساوسة والكنيسة.

قد يكون القصة حقيقية وقد تكون محض هراء لكن كإجراء احترازي إن كنت تنوي بناء مشروع إسكان فسيكون من الجيد اتباع القواعد البسيطة قبل أن تتأكد بعد وجود مقابر تحت قدمك.

About The Author

About Me

عبدالله محمد
More Posts

Related Posts

سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(4)

الفصل الرابع  ” طقوس الحضور “ في الثالثة فجراً ، استيقظت ملك على صوت غير واضح من هاتفها ، رسالة صوتية ، مشوشة ، لا يظهر فيها سوى همسات متداخلة…

سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(3)

الفصل الثالث ” سجل الطقوس“ الأرشيف ليس مجرد مكان للملفات المهترئة  .. هو مقبرة للحقائق التي لم يرغب أحد في دفنها علناً . هناك .. في الطابق السفلي من مكتبة…

Comments (0)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *