في تاريخ مجهول من القرن الماضي يتراوح مابين العشرينات و الثلاثينات حسب الأقاويل

في بلدة ويلوسبرينك و في إحدي الليالي الباردة تولد لعنة جديدة بين شوارع البلدة لكنها ليست كأي لعنة
فالشهود عليها كثيرون و من كافة الطبقات و دون أن يربطهم أي رابط ليست تختلف في ذلك فقط بل تختلف في بدايتها أيضاً.
قاعة الرقص الكبيرة “أو هنري” بدأت حفلة رقص كبيرة كان من بين الحضور فتاة جميلة شقراء لها عينين زرقاوين تكاد تري أمواج المحيط فيهما ترتدي فستان أبيض يجعلها تبدو كالملائكة تدعي ماري
كانت برفقة صديقها و كانت ليلة مرحة تعج بالموسيقي و الضحك و المرح إلا أن خلافاً نشب بين ماري و صديقها في ساعة متأخرة من الليل مما جعلها تترك القاعة و تغادر إلا إن سيارة صدمتها علي الطريق فأرادتها قتيلة و فر السائق هارباً
ظلت جثة ماري مرمية علي قارعة الطريق حتي فجر اليوم التالي حيث عثر عليها والدها بعدما تمكن القلق منهما بسبب تأخر ابنتهم، و كم كانت حسرتهم و حزنهم فقد ماتت الجميلة بطريقة عنيفة قاسية.
و كتكريم لها تم دفنها بنفس الفستان الأبيض التي كانت به يوم مماتها، و تك دفنها في مقبرة قديمة تقع علي جانب الطريق بالقرب من قاعة الرقص
فكان الخارج من قاعة الرقص يمر شمالا ليمر حتماً بمقبرة القيامة تلك المقبرة التي ضمت بين جناباتها جسد ماري الجميلة، و من هنا تبدأ اللعنة التي ستأرق جميع المارين بذلك الطريق.
حيث بدأت مجموعة من الأحداث الغامضة بعد موتها بفترة قصيرة، حيث انتشرت قصة في البلدة تفيد بظهور فتاة ترتدي فستان أبيض تقف علي جانب الطريق العام تلوح للسيارات المارة بيديها و تطلب من السائقين أن يقلوها إلي منزلها الذي يقع في شمال البلدة.
سائقي السيارات الذي توقفوا لها وصفوها بالشقراء ذات العيون الزرقاء ترتدي فستان سهرة أبيض، و اجمعوا علي وصفها بالجميلة رغم الشحوب الذي يظهر في وجهها
كما أنها قليلة الكلام من الصعب تبادل أطراف الحديث معاها و كانت تجلس في المقعد الخلفي للسيارة صامتة حتي تصل إلي سور المقبرة فتطلب من السائق أن ينزلها هنا
ليس هذا أغرب شيء فالأغرب هو أنها كانت تختفي بمجرد أن يقف السائق، تتبخر في الهواء و كأنها لم تكن.
فمن المشاهدات الموثقة يقول أحد السائقين أنه كان يسير بسبارته في ساعة متأخرة من الليل
حيث شاهد فتاة تسير علي جانب الطريق و برغم برودة الجو إلا إنها كانت ترتدي فستان سهرة فقط فأشفق عليها و دعاها أن يوصلها لمنزلها مجاناً
فركبت معه و جلست في المقعد الخلفي و أخبرته أن منزلها يقع في شمال البلدة و كان هذا آخر ما تحدثت به
حاول السائق آن يتبادل معاها أطراف الحديث فقد تحدث عن كل شيء إلا إنها كانت كالتي أصيبت بالصمم، شعر السائق بالضيق من عدم تقديرها له
فنظر لها عبر المرأة فلم يستطيع أن يراها بسبب الظلام الجامس و ظن أن النعاس غلبها، إلا ان صوت مخيف أشبه بالهمس نطق
“لقد هطل السلج مبكراً جدا هذا العام” كان صوتها مخيفا إلا إن السائق نزع عنه رداء الخوف و راح يحدثها عن الطقس لكنها صمتت و كان وقتها يمر السائق بجوار سور المقبرة فصرخت به الفتاة “هنا.. توقف هنا”
جاهد السائق في فزع من صراخها ليستوضح معالم المكان ليكتشف أنه مقبرة قديمة فيسألها السائق” هل انتي متاكدة!! إنها مقبرة!!”
لكن لم يأتيه الجواب لينظر للمقعد الخلفي ليجده فارغاً، وجد المقعد خالي رغم إنه واثق أن باب السيارة لم يفتح فانطلق مذعوراً و عندما حكي لأصدقائه السائقين في صباح اليوم التالي عرف منهم أن من كانت معه ما هي إلا شبح الفتاة ماري.
وفي مقالة نشرها كاتب المقالات بيل جيست في 31 يناير 1979 في صحيفة سوبيربين تريب جاء بها قصة مفصلة عن سائق سيارة أجرة يُدعى رالف والذي أقلّ فتاة شابة بالقرب من مركز تسوق صغير يقع في جادة آرتشر.
وصفها رالف قائلًا أنها كانت جميلة وشقراء وكانت صغيرة في السن بما يكفي لتكون ابنته وقد تكون ذات 21 عامًا على حدٍ أقصى.
«قال رالف أنها فزعت وطلبت منه التوقف فجأة وظلت تقول “هنا! هنا!” حتى ضغط على المكابح وظل ينظر حوله ولكنه لم ير أي منزل. فسألها رالف “أين؟” فمدت ذراعها مشيرةً إلى شيء على الجانب الآخر من الطريق وقالت “هناك!”.
نظر رالف حينها ليرى كوخًا صغيرًا وحين التفت ليرى الفتاة مرة أخرى لم يجدها فلقد اختفت تمامًا وأقسم على أن باب السيارة لم يفتح أبدًا.»
وصف جيست رالف قائلًا إنه لم يكن أحمقًا أو مختل فهو على حد كلمات رالف عن نفسه فهو رجل ذو 52 عامًا ويعمل حتى الآن وهو أب ومحارب سابقًا ومدرب كرة القاعدة لدوري اللأطفال ويرتاد الكنيسة إذًا فهو تقليدي للغاية. وشرع جيست في الحديث قائلًا أن التفسير لهذه الحادثة ببساطة هو أن رالف قد التقى شبح شيكاغو المشهور، ماري.
و زاد عدد الشهود علي ذلك و عدد ضحاياها حتي أن السائقين بدأوا في تجنب المرور بذلك الظريق ليلا، و قال بعض السائقين أنه رغم تجهلهم لها فكانت تقفز في السيارة غير آبهه لسرعتها
و كانت تخترق جسد السيارة المعدني لتجلس في المقعد الخلفي في صمت و هدوء و بمجرد مرور السيارة أمام المقبرة تطلب النزول و تختفي كالملح في الماء.
وقيل أن هناك آخرين ممن رأوا ماري في سنوات عدة كسنة 1976 و1978 و1980 و1989
والتي تضمنت حدوث حوادث سيارات أو كادت تتضمن حدوثها إذ تظهر ماري خارج مقبرة القيامة ولكنها مع ذلك تختفي بمجرد ترجل السائق من السيارة.
لكن أغرب القصص تلك التي حدثت مع جيري بالاس في عام 1939 حيث كان يقف في قاعة الرقص وحيداً يشعر بالضيق وسط جموع الراقصين و الراقصات و هو يقف وحيداً
فراح يبحث عن أي فتاة تقف وحيدة تقضي معه ليلته و ترقص معه حتي وقعت عينيه علي فتاة جميلة ترتدي فستان أبيض و كأنها قطعة من نور تنسدل من رأسها خصلات من ذهب خالص
تعجب جيري في بادئ الأمر فالمكان التي تقف فيه تلك الفتاة كان قبل قليل قبل قليل فقط كان فارغا لكنه لم يعبء بذلك فتقدم إليها طالبا منها أن ترقص معه فوافقت تلك الشقراء
و ما إن امسك جيري حتي شعر ببرودة غريبة تسري في جسده لكن تلك الفتاة ابتسمت له كي تطمئنه و أخبرته إنها بخير لكنها تشعر بالبرد.
وصفها جيري فيما بعد أنها كانت بارعة في الرقص كما كانت جميلة متناسقة القوام، قليلة الكلام، و زعم جيري أنهم تبادلوا القبلات
و في نهاية السهرة طلبت منه أن يوصلها لمنزلها بسيارته فوافق علي الفور علي أمل أن يوطد علاقتهما، وصل جيري لسور المقبرة فطلبت منه أن يتوقف حتي تنزل فاستغرب جيري طلبها و سألها عما كانت متأكدة
فليس هناك منازل إنها مقبرة، فأجابته أنه المكان حيث يجب أن تنزل فعرض عليها أن يوصلها لكنها أخبرته أنه يجب أن تمضي وحدها و قبل أن يرد عليها جيري كانت الفتاة قد اختفت تماماً
فزع جيري أشد الفزع فقد أدرك أنه رقص و تبادل القبل مع شبح ليس إلا.
و تكررت مشاهدات الشبح في عدة ازمنة و من عدة أشخاص و من جميع الطبقات ليست فئة بعينها من شاهدتها فالأمر حدث مع سائقي الأجرة و حتي رجال الدين.
لكن الأغرب و الأدهي هو ما حدث عام 1976 حيث شاهد أحد الرجال المارين بالطريق فتاة تمسك بقضبان السور الحديدي للمقبرة
كأنها سجينة فظن الرجل أن أهلها قد نسوها بالداخل فأخبر أقرب دورية شرطة مر بها بأمر تلك الفتاة، و عندما ذهب شرطيان الدورية للمقبرة لم يجدا أي أحد هناك و كانت المقبرة خالية و بتفحص المكان الذي أخبرهم به الرجل أنه شاهد فيه الفتاة
وجدا أن القضبان في ذلك المكان ملتوية و عليه أثار أصابع بشرية، كان الأمر يبدو كأن شخص يملك قوة خارقة أمسك بالقضبان، كانت تلك القصة أغرب ما حدث و انتشرت بسرعة البرق
مما أضطر المسؤولين عن المقبرة لتأليف قصة مفادها أن سيارة اصطدم بالسور مما دفع العمال لمحاولة إصلاح القضبان عن طريق تسخينها و عدل وضعيتها بأيديهم
و لكن الغريب هو كيف لأي شخص مجنون أن يقوم بالقبض علي قضبان ساخنة بيديه، لقد كانت محاولة فاشلة جعلت الجموع تشك في الأمر أكثر و تجعلهم يصدقون أن ما يقال ليس محض خيال.
من ضمن الأمور التي تضفي لمسات من الغموض علي تلك القصة هو هوية ماري المجهولة، فحتي يومنا هذا هوية ماري مجهولة رغم محاولات العلماء المضنية في كشف هويتها
وصلت جهود العلماء لحصر هوية ماري في شخصيتين فقط الأولي هي ماري بريجوفي و التي توفيت في عام 1934
و في عام ١٩٩٩ قامت الكاتبة أورسولا بيلسكي بتوثيق وجود احتمالية صلة بين آنا “ماريا” نوركوس والتي توفت في عام 1927 إثر حادث سيارة وهي في طريق العودة إلى منزلها من قاعة “أو هنريوهذه النظرية اكتسبت رواجًا وشعبية في السنوات الأخيرة.
- سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(4)
- خاطرة :صورة وذكري
- سلسلة قصصية : الخيط الأحمر(3)
- قصيدة : النسيان
- قصة : عقار الحياة
About The Author
About Me
