تحالفات سرية وعلنية هو شعار المرحلة ودور مصر الإقليمي والدولي

من السجل التاريخي نقدر نلاحظ إن أي حرب كبيرة، سواء كانت عالمية أو إقليمية، عمرها ما بدأت فجأة.
دائمًا بتسبقها مراحل كثيرة أهمها مرحلة “البحث عن الحليف”.

صورة تخيليه

في السياسة، مفيش حاجة اسمها “عِشرة عمر” ولا “سواد عيونك”.
فيه حاجة واحدة بس… المصلحة.
لو مصلحتي مع صديقي يبقى خير وبركه
لو مصلحتي مع عدوي، يبقى طريق السلامة يا صديقي.

العالم دلوقتي في مرحلة “اللمسة الأخيرة” قبل إعلان التحالفات رسميًا.
كل دولة جرّبت، درست، استنتجت، وقررت تبدأ ترتّب أوراقها.

الدول اللي مش طرف رئيسي في الصراع، لكن عندها وزن، بدأت تسأل نفسها:
“الركوبة دي أركبها منين؟ ومين هيكسب؟”

الي يهمني شخصياً مصر.
فين مكانها من ده كله؟

خلينا نبص على شوية إشارات:

العلاقة المصرية-الأمريكية دخلت أسوأ فتراتها
السيسي رفض دعوة ترامب لزيارة البيت الأبيض.
رفض مقترحات أمريكية لوقف حرب غزة عن طريق التهجير.
رفض مرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس.

كل ده بيحصل في ولاية ترامب الثانية…
مع إن نفس الراجل كانت علاقته بمصر ممتازة في ولايته الأولى.

لكن كالعادة المصالح يا صديقي.

على الجانب الآخر مصر بتعيش فترة ذهبية مع المعسكر الشرقي
العلاقة بين مصر والمعسكر الشرقي داخلة في شهر عسل سياسي

تقارب مصري-روسي واضح
بوتين يدعو السيسي لاحتفالات “عيد النصر”، وفي كلام عن زيارة مرتقبة لبوتين لمصر.

تقارب مصري-صيني أكبر:
زيارة مرتقبة للرئيس الصيني، واتفاقات عسكرية.

حتى إيران، اللي كانت خط أحمر بسبب علاقتها مع الخليج، بقينا نشوف وزير خارجيتها في القاهرة… ليه؟
مش لأن إيران اتغيّرت
المصلحة هي اللي اتغيّرت.

طب والخليج ؟

الخليج اختار الغرب راهن على أمريكا من بدري
زيارات ترامب للسعودية وقطر والإمارات.
تفاهمات اقتصادية ضخمة.
وأمريكا راهنت على الخليج يعني العلاقة مصلحة متبادلة، الغرب شايف ف الخليج مصلحته والعكس.

بس هل الخليج ورقة رابحة كده فعلًا؟
الجواب: آه… ولا.

مش حليف عسكري يدخل يحسم معركة.

لكن حليف اقتصادي ضخم بيموّل، وده كفيل يخلّي الغرب يستمر في الحرب.

الغرب عايز الخليج يبقى “يابان الشرق الأوسط”: صناعة، تكنولوجيا، نفوذ…
والخليج مستعد يدفع الفاتورة لو ده اللي هيحصل في الآخر عشان يحقق الإستراتيجية الي تبناها (التحول من الإقتصاد النفطي للصناعي التكنولوجي)

الخطوة الجاية؟ مين هيبدأ؟

الوضع حاليًا زي رقعة شطرنج بس كل القطع واقفة مستنية “النقلة الأولى”

لو إسرائيل ضربت مشروع إيران النووي ننتظر رد طهران.

لو إىىىرائيل نفذت مخطط التهجير ننتظر رد القاهرة.

لو أوكرانيا استمرت في ضرب العمق الروسي ننتظر رد موسكو.

لو أمريكا صعدت في بحر الصين الجنوبي ننتظر رد بكين.

وكل طرف ماسك أعصابه… مستني لحظة الصفر.

مع الهدوء النسبي في إشارات على إن فيه حاجة كبيرة جاية

لاحظ معايا كم اتصال حصل امبارح والنهاردة فقط

اتصال بوتين بـ ترامب: روسيا هترد.
اتصال شي جين بينج بـ ترامب: الصين بتحذّر.
اتصال السيسي بالرئيس الإيراني: تنسيق وتفاهمات.

وكأن الكل بيقول لبعض إحنا جاهزين بس لسه بندي فرصة أخيرة للهدوء وبالضبط كد ده الهدوء اللي بيسبق العاصفة

غرفة القرار الغربية هتختار مين هيولّع شرارة بداية النهاية؟

مصر؟ إيران؟ روسيا؟ الصين؟

أتمنى من قلبي ميبقاش في عاصفة، ولا بداية حرب، ولا خراب يضربنا كلنا.
لأن المرة دي مفيش منتصر الكوكب كله هو الخاسر.

About The Author

About Me

Web ~  More Posts

كاتب وباحث في تاريخ الأمم ولديه عدة مؤلفات منشورة ورقيا والكترونيا

AMR GADO

كاتب وباحث في تاريخ الأمم ولديه عدة مؤلفات منشورة ورقيا والكترونيا

Related Posts

إكتشافات الرحّاله الفنية

إيمانًا منا بدعم المواهب وإتاحة الفرصة للجميع للتعبير عن مواهبهم إحدى مشاراكات مواهب الرحّاله الرسّامة : مريم عياد مريم عياد فنانة تشكيلية موهوبة تبلغ من العمر ٢٠ عامًا، بدأت شغفها…

هل السفر وحدك يجعلك أكثر ذكاءً؟ دراسة وتحليل

في عالم يزداد ترابطًا، يزداد أيضًا عدد الأشخاص الذين يختارون السفر بمفردهم. لكن، هل هذا الخيار يُكسبهم شيئًا أكثر من المتعة؟ بعض الباحثين يقولون: نعم، السفر وحدك قد يجعلك أكثر…

Comments (0)

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *