“سبع مغارات” مليانة بالدهب
ده اللي بيقوله الأردنيين أن فيه مغارات من أيام الاسكندر الأكبر مليانة دهب،
بس مختفية عن الأنظار عشان محمية ومرصودة بالجن.

طبعًا خد عندك بقى كمية الناس اللي بتحاول تستعين بدجالين، واللي بيروح يدور بنفسه، عشان يلاقوا الدهب.
خاصة أن فيه ناس حالهم اتبدل بالفعل وقالوا إنهم حفروا ولقوا دهب مدفون،
مش المغارات السبع، مبالك بقى المغارات فيها إيه.
وده خلى شباب يدوروا، ودجالين يستغلوا سعيهم ورا الدهب والنصب عليهم.
وبعد كل ده؛ الباحثين الأثريين، قالوا أن مفيش إثبات واحد يقول أن الاسكندر له مغارات هنا من الأساس.
“كهوف نياه”
ماليزيا، المنطقة اللي فيها الكهف ده مليناة كهوف تانية وفيه تجارة قايمة على بيع بيوت الخفافيش،
مش فاهمة ليه، لكن كهف نياه بالتحديد مثير وعليه تساؤولات، لأنه فيه رسومات بتأكد وجود الإنسان البدائي وسكنه للكهوف،
فيه رسومات كتير على جدران الكهف ده بتوصف حياة الإنسان من ٤٠ ألف سنة.
كان فيه أصوات وظواهر غريبة بتطلع من المكان قبل ما يبقى مزار سياحي
والناس طالعة خارجه، لحد ما العفاريت لموا هدومهم ومشيوا.

“كهف ثام لوانغ نانغ نون”،
تايلاند، معروف جدًا وبيستخدم للتعبد، لكن مريب بردو، وحصل فيه حادث من قريب،
كان فريق كشافة من أولاد في سن ال ١٣ ومدربهم، دخلوا وفجأة مبقوش عارفين يخرجوا،
مع أن المكان معروف وبيجيلوا زائرين كتير، بس موقعه تحت الأرض في منخفض،
والعوامل الجوية مكنتش في صالحهم، خلي بوذا ينفعهم بقى.
خلينا نروح مصر شوية..
كهف وادي السنور، ده مفيش كلام غامض عليه، بس تم اكتشافه في التسعينات القرن اللي فات،
ومليان معادن ومواد مهمة ونادرة، المريب حواليه أنه كأي مكان مش مسكون، ناس تانية بتيجي تسكنه مش مم البشر.

“كهف السباحين”،
في الوادي الجديد، وده اكتشفوه في التلاتينات وكان غامض بشكل كبير،
وفيه رسومات مش معروف مين اللي رسمها لناس بتعوم، وده سبب أن اتسمى بكهف السباحين،
الرسومات عمرها ١٠.٠٠٠ سنة يعني في العصر الجليدي.
” كهف الوحوش”،
بهضبة الجلف حدود مصر مع ليبيا والسودان،
و دي بقى كانت عجيبة بردو، عشان كان مختفي تمامًا، وتم اكتشافه 2002.
كان فيه رسومات لناس بترقص وناس عادية، وحيوانات من غير راس،
وفيه اكتر من 5 ألف رسمة عجيبة ومش معروف عمرها تحديدًا.
_ “كهف الثلج”،
الوادي الجديد، هو مش تلج، تكون لما مياة المطر نزلت على الصحرا
مع سخونة الكهف جمدت المياة بالرملة وخليتها بالشكل المرعب ده،
طبعًا شكله لوحده كفاية لبث الرعب في أي حد بيزوره بس هو معلم سياحي للمنطقة.
كتير من الأماكن دي اتسجلت حالات بتحكي ظواهر غريبة منطقية جدًا لأماكن مهجورة، أصوات، أنوار وهكذا..
مقبرة كارل بروت
إنها ليالي الشتاء في مدينة بولاسكي في ولاية كنتاكي من عام 1938، في منزل
متواضع يعيش كارل بروت الذي يعمل نجارا مع زوجته الحبيبة في جو من الحميمية
و السعادة برغم من صعوبة توفير قوطهما حتي إلا إن كارل كان يجاهد من أجل
محبوبته، و في إحدي الليالي ذات البرد القارس ينهي كارل عمله مبكرا و من ثم
يرتمي في أحضان زوجته فيمتص من دفيء حضنها و ينهل من حنان لمساتها.

وصل كارل لمنزله ليتناهي إلي مسامعه صوت تأوهات مكتومة و ضحكات ماجنة، إن
ملاكه تدنس فراشه بعرق خيانتها، لقد رأها كارل و هي ترتمي عارية بين أحضان
عشيقها، رأها و هي تشعر بالنشوة من غيره رأي أسوار حصنها المنيع و هي تدك.
كانت صدمة كارل لا تضاهيها صدمة، لكن صدمة كارل تركت الفرصة لذلك الجرذ
المتسلل لفراشه بالهرب من النافذة ليترك عشيقته تلاقي قدرها المحتوم من زوجها، لقد
جن جنون كارل و فقد صوابه فتناول سلسلة حديدية كان يستخدمها في ربط الأخشاب و
لفها حول عنق زوجته، لقد ترجته كثيرا أن يسامحها و يعفو عنها لكنه كان مغيب تماما
لقد كان و لابد أن يطهر فراشه من نجاستها و ما هي إلا لحظات حتي صارت جثة
هامدة، أخذ كارل ينظر إليها فيصدمة ممزوج بحزن و غضب و هو يفكر ماذا يفعل.؟
حتي اتخذ قراره و فتح دولابه و تناول مسدسه، و قد كانت طلقة في الرأس كافية لتريده
ميتا، لقد أختار أن ينهي معاناته لقد أحبها و خانتها و لوثت شرفه في الوحل.
تجمع الجيران و حضرت الشرطة و قد أكدت حادثة القتل و الانتحار و تقرر دفن
الجثتين،إلا أن أسرة الزوجة المقتولة لم تنظر إلي خيانتها و رفضت دفن جثة أبنتهم
بجوار قاتلها و تقرر دفن جثة كارل في مقبرة أخري .
بدأت تمر الايام، و الايام تتحول إلي أسابيع حتي بدأ الجميع يلاحظون أن لون شاهد
قبر كارل أخذ في التحول و بدأت تظهر عليه بقع بيضاء تتكون بنمط معين لتكون ما
يشبه السلسلة، و من ثم أخذت الحشائش تجف من فوق القبر مما أثار البلبلة و الذعر
بين العامة حتي قررت البلدية أن تغير شاهد القبر، و بالفعل توقفت تلك العلامات
الغريبة و بدأ الجميع في النسيان إلا أن الأقدار مازالت تخبئ المزيد فالعاشق المجروح
مازال يريد الانتقام لشرفه، يريد الانتقام لكرامته، أنه يريد المزيد من الدماء .
و في إحدي الليالي التي إكتمل بها القمر و في المقابر أخذ مجموعة من الصبية
يتجولون بين شواهد القبور حتي جلسوا و أشعلوا النيران و بدأوا في أحاديثهم عن
القصص المرعبة حتي تحدث صبي يدعي جيمس كولينس عن قبر كارل بروت و أخذ
يسخر منه حتي أخذته الجراءة و روح التحدي و تناول بعض الحجارة و أخذ يقزف بها
القبر حتي تشقق شاهده، مر يومهم بسلام و لكن في اليوم التالي و بينما جيمس يمرح و
يلهو بدراجته حتي زادت سرعتها فجأة و فقد توازنه ليصطدم بشجرة كل هذا قد يكون
من محض الصدفة إلا أن الغريب هو أن السلسلة التي تتحرك بها الدراجة انفصلت
عنها و طارت لتلتف حول عنق جيمس لتجعله يموت مختنقا
كانت الحادثة كدوي البرق في نفوس أهالي البلدة، تحدث أصدقاء كارل بالذي حدث و
لكن عندما ذهبت الجموع لتتأكد من شاهد القبر وجدوه سليم تماما، بدأ الذعر يتسرب
في النفوس، إلا إن الام المصبوبة بفقيدها ثارت ثورتها فتناولت فأسها و ذهب لقبر
كارل و هوت عليه لتحطم شاهده و تنتقم لولدها، و بعدما عادت الأم و بعدها بفترة و
بينما هي تنشر غسيلها المبلل حتي انزلقت قدمها فتقع علي حبال الغسيل و بطريقة
مثيرة و غريبة يلتف الحبل حول عنقها لتلحق بصغيرها، و الأكثر إثارة هو أن جيرانها
عندما علموا بالأمر ذهبوا لقبر كارل ليجدوه سليما و كأن شيئا لم يكن، لقد تفشي
الرعب بين الأهالي و أصبح كالطاعون ، ابتعد أهالي البلدة قدر المستطاع عن ذلك
القبر حتي أنهم لم يعودوا يدفنون موتاهم بتلك المقبرة و هجروها تماما .
إلا إن الاقدار لن تصمت لذلك و إن شئت الدقة فليست الأقدار هي السبب و لكنه الغباء
البشري، في إحدي الايام و بينما كان احد المزارعين عائدا من عمله في إحدي
المزارع مع زوجته و أولاده بواسطة عربة تجرها الخيول، مروا بجوار قبر كارل
بروت الملعون ذو السمعة السيئة، أوقف المزارع عربته و أخذ يقصه لأولاده عن قصة
ذلك القبر، و بينما كان يقص عليهم قصة ذلك القبر أخرج مسدسه و سدد عدة طلقات
نارية لذلك الشاهد الملعون ليحطمه تماما و من ثم انصرف إلي طريقه و كأن شيئا لم
يكن، لكن و بدون أية مقدمات انطلقت الخيول مسرعة و كأنها في حالة هياج و هي
تتجه بأقصي سرعتها في اتجاه منحدر شديد، و بعد عدة محاولات فاشلة من المزارع
للسيطرة علي الخيول قام برمي أفراد أسرته من العربة قبل أن تسقط بهم من المنحدر،
هرع رجال الشرطة لإنقاذ المزارع لكنهم وصلوا بعد فوات الأوان فقد وجدوه مشنوق
بحبل متدلي من العربة و متأرجح بطرف المنحدر، و عندما تم التحقيق مع الزوجة
حكت لهم ما كان من موقفه مع ذلك القبر الملعون،و كما حدث سالفا فقد وجدوا شاهد
القبر سليم بحالة جيدة .
انتشر الغموض و الرعب كالنار في الهشيم فقرر شرطيان التحقيق و ذهبوا لمعاينة
القبر و تفتيش المقبرة بحثا عن أي أدلة و بعد بحث مضني قرر الشرطيان الجلوس
قليل فنصبوا خيكتهم و اشعلوا نارهم و قام أحدهم بالتقاط بعض الصور للموقع و بعدها
انطلقوا بسيارتهم عائدين أدراجهم، لكن أضواء من اللهب ظلت تطاردهم فقرر
الشرطي أن ينطلق بأقصي سرعته حتي فقد السيطرة تماما علي السيارة حتي سقطت
من المنحدر و بسبب السرعة الجنونية فقد قذف الشرطي خارج السيارة ليرتطم بالسياج
مما تجعله يفقد رأسه تماما، لكن الشرطي الثاني قد نجا و عندما استفاق و بسؤاله عن
سبب الحادثة أجاب أنه يعتقد أنه انتقام من الشبح فالشرطي المقتول سخر و استهزأ
بالقبر و قام بالعبث به قبل رحيلهم .
و كان ذلك كله كفيل بأن يتحاشي الناس النظر حتي إلي ذلك الشاهد الملعون خوفاً من
انتقام الروح الغاضبة… روح كارل بروت.
إلا أن الغباء البشري لا حدود له، فقد قرر رجل يدعي آرثر لويس بخوض تلك التجربة
الخطرة، فلم يعبء بتحذيرات الناس المتكررة و انطلق حاملا معه مطرقة و ازميل، و
في منتصف الليل انطلقت صرخة شقت سكون الليل، صرخة تأتي من اتجاه المقبرة،
لذن أحداً لم يملك الشجاعة ليخرج و يري ما يحدث و في الصباح توجه الناس للمقبرة
ليجدوا جثة آرثر معلقة عند البوابة و قد تم شنقه بسلسلة كانت تغلق بها بوابة المقبرة، و
علي وجهه علامات الفزع و كأنه رأي شياطين الجحيم قبل موته،و بالبحث وجدت
الشرطة المطرقة و الأزميل بجوار القبر و لكنه كالعادة لم يصبه أي أذي.
ظلت مدينة بولاسكي في رعب دائم حتي عام 1950 حين قررت شركة للتعدين و
التنقيب شراء أرض المقبرة و نقل رفات و بقايا الموتي إلي مقبرة أخري من ضمنهم
رفات كارل بروت و يقال انهم نقلوا رفات كارل بروت إلي نفس المكان الذي دفنت به
زوجته الخائنة و إلي هنا تنتهي اللعنة
يبدو أن كارل بروت ارتاحت روحه بعودته إلي جانب رفات زوجته، او قد يكون هذا
كله قصة من تأليف شركة التنقيب لشراء الأرض دون أن تلقي معارضة من أي شخص!!
على أطراف المدينة
فى احدي المقاهي القديمة على أطراف المدينة و في ليلة شتوية وسط هدوء عارم لا يتخلله إلا صوت رذاذ المطر
و صوت مذياع قديم حاله كحال المقهى يخرج صوت فيروز بنبرته التي طالما عشقتها ، تذكرت أول لقاء منذ أعوام يوم عودتها من خارج البلاد بعد أن أتمت منحتها الدراسية و ما ان خرجت من محطة القطار هطل الشتاء فلم تجد أمامها غير هذا المقهي القديم و الذي كان يكتظ بالزبائن عن آخره فاضطرت أن تقاسم أحد الجالسين طاولته و لم يكن يوجد غيره وحيدا يجلس بين الطاولات ، فاقترح صاحب المقهي أن تجلس معه و الحقيقة أنه لم يعارض و لم تعارض هي أيضا انقاذا للموقف فجلست ، و بعد صمت طال بدأ بالحديث قائلا.

غريبة أنت أم من أهل البلد؟
من الشمال و قد عدت لتوي من خارج البلاد بعد اتمام منحتي الدراسية.
و فيم كانت؟
فى علم النفس.
كثيرون هم من يدرسون فى هذا المجال الآن.
ولكن قليلون البارعون حقا
وهل انت من هؤلاء البارعون؟
أظن ذلك فمنذ ثلاث سنوات وانا اقوم بعمل دراسات فى هذا المجال.
وطال بينهم الحديث حتي علمت منه أنه منذ خمس سنوات كان على علاقة بإحداهن ،كان يحبها كثيرا حتى أنها ضحت بحبه لها أمام مال رجل ثري تقدم لخطبتها .
وقال …كلهن كذلك
_وما أدراك ..هل عرفت غيرها؟
لا و لكني آراها فى وجوههن جميعا.
_لا يصح أن تحكم على الجميع من خلال تجربة فاشلة.
طال بينهم الحديث حتى توقف المطر فهمت بالقيام لتعود إلى قريتها فأصر عليها أن يوصلها فتقريبا طريقهم كان نفسه و لتأخر الوقت وافقت ، و استأنفوا حديثهم معا حتي كاد يقع في غرامها أو بالفعل قد حدث ، وعلي أطراف القرية نزلت مودعة على اتفاق أن يكون بينهم لقاء آخر ، وقد كان و توالت اللقاءات حتي باح لها بحبه و أعجابه الشديد بها و ما كان بها إلا أن اعترفت أنها تبادله نفس الحب و الإعجاب هي قد غيرت نظرته فى جنس حواء و هو قد أخرجها من تلك الصومعة التي قد حبست نفسها داخلها ، و لكن ماذا ؟
ها هي تجلس وحيدة في نفس المقهي و علي نفس الطاولة و فى نفس الليلة الشتوية بعد أن قرر أن يأخذ ثأره فيها من تلك التي ضحت بحبه فى السابق ، فياله من ذئب و يالها من بريئة.
أمواج الفتاة التي عادت من الخارج، محملة بأفكار غربية، تريد تغير البيت الكبير من عاداته وتقاليده، لم تعجبها قط سياسة العائلة في تدبيرالأعمال الخارجية والداخلية، ونحن عائلة معروف عنها الرضوخ التام منذ وفاة جدنا الكبير، ولكن الأبناء توارثوا الهيمنة على الأوضاع، وقفت بكل ثبات أمام الكبار، التم حولها شباب العائلة، ثارت على الأوضاع حتى رضخت العائلة لها ولمطالبها، التغيير التام ووضع أسس حديثة للعمل، جيل جديد يريد ان يتحرر من القيود، فوقفت أشاهد تغيير الأحداث، أدون ما حدث، أحببتها رغم أنني لم أكن لاعتنق أفكارها، ذات يوما سألتني:

_ لماذا لا تريد التغيير؟
فأجبتها:
_ أنني لا أستطيع انتظار الهزيمة.
_ أين عزيمتك أيمن؟ هل تريد البقاء تحت سلطة العائلة إلى الأبد؟
_ في الأخير انها العائلة.
_ حسنا إذا؛ فأنهم جعلوك تعتنق الانتماء دون أن تنتمي.
_ من هم ؟
_ هؤلاء الكبار …
_ أمواج أنتِ تشعلي الفتنة بتلك الأفكار
_ حسنا إن أردت الانسحاب!
رأيت في عينيها بريقًا جذبني إليها فنسيت أمر العائلة، تبعتها دون أن ادري هل صحيحًا ما أقوم بفعله؟ لكنه كان شعور مختلف، الحب تحت راية الخطر، ثورة جديدة في عالمي الصغير المثالي، أخذتني إلى دروب جديدة لم أكن أتصور التواجد بها، تأملت من جديد لحياة أكثر استقرار من ذي قبل، لكن ما حدث كان مروعًا. فلا شئ ثابت في تلك الحياة كله إلى متغير، لطالما توقعت أننا سننجو بفعلتنا، حدث شيئا أطاح بأشرعة سفينتنا!
اجتمع الغرباء للرقص على أنقاض البيت الكبير، واتفقوا على تدميرنا وتدمير الحب الذي ربط بيننا، ولكن ما بني على باطل فهو باطل، ففي الخلفية ظهرت الحقائق!
وما دار في تلك الليالي أطاح بأشرعة سفينتنا حتى استقرت للغرق، هربت أمواج وتركتني وحدي أواجه مصيرًا اخر، اجتاح الغرباء بكل قوة ذلك التماسك الذي كان بين الشباب المندفع، حتى وإن كان ظاهرا لسنوات والباطن شيئا اخر.
انسحبت من المشهد ورحلت إلى شاطئ البحر، علني أجد الإجابة الشافية لما حدث!
فكل منا لديه موطن يعود إليه حين تغتابه الليالي، وحدي هنا…
أصبح موطني بين أمواج البحر وأمام شاطئه، لن ألتفت مرة أخرى إلى شئ آخر، حتى وإن كانت الامواج قد هدأت اليوم وبعد سنوات، لكني أحتفظ به لمن أهدتني إياه.
محبوبتي الثائرة، تلك الصغيرة الباكية، ذات العيون الغائرة والبشرة السمراء الصافية، وهج الصبح بين أعينها كاد يقتلع نبضات قلبي صريعًا بحبها. التمست لها العذر بالأمس، لكنني اليوم غاضب، كتلك الأمواج التي ترتمي على قدمي وتسحب معها كل أشواقي لها، وترمي بها على الجانب الآخر.
“أمواج”، الاسم الذي ذبت فيه عشقًا، ولكنها أمواج صارخة، أزاحت بثورتها كل ثباتي، جاءت بي إلى هنا دونها، ألقتني في بحرها فأحببته، وهي غادرت بعد أن أصبح موطني.
أما الآن، فأصبحت أمواجها يركبها كل شيطان، أمواجًا سوداء في ليل كئيب تحت الأضواء الراقصة، تنعم بحريتها ولكن تحت قبضة الرجال ذوي السلطة والمال، هربت من الممكن إلى المستحيل تحت ستار الحرية.
فهل تهدأ من عواصفها يومًا ما؟ هل تلجأ إلى الأمواج الحانية مرة أخرى؟
وتعود إلى موطنها الذي أهدتني إياه، وما زلت أحتفظ به إلى اليوم!
اتمنى أنني لم اخطئ التقدير الامس واليوم، وأن نحيا ليس على أطلال ما حدث، ولكن على أوقات شعر كلا منا بشئ مختلف نبضات قلب عذبة طيبة، هتاف العقل ضد الاستغلال والتشدق بالمبادئ المزيفة.
About Me
مجلة إخبارية وثقافية تحتوي على كل ما يهمك تايعنا لحظة بلحظة ليصلك كل جديد